check
كلمة العميد | كليّة الرّياضيات والعلوم الطبيعيّة

كلمة العميد

لأعضاء هيئة كليّة الرّياضيات والعلوم الطبيعيّةassaf

 

يسعدني أنّ أتقلّدَ منصبَ عميدِ كليّة الرّياضيّات والعلوم الطبيعيّة. تعدّ الكليّة بيتي الثّاني في الجامعة منذ سنة 1992، حيث بدأت دراستي للقب الأوّل في موضوع الكيمياء، ومنذ ذلك الحين، وأنا جزء لا يتجزّأ من الكليّة، طيلة هذه السنوات وحتّى يومنا هذا، باستثناء السّنوات القليلة التي تواجدت فيها خارج البلاد، لدراسة ما بعد الدكتوراه. درست في الكليّة كطالب في اللقب الأوّل، وبعدها كطالب في المساق المباشر للّقب الدكتوراه، ومعيد وكعضو في الطاقم الأكاديميّ منذ عام 2004.

 

هدفنا أن تكون الكليّة رياديّة على جميع الأصعدة والمستويات: البحث، التّدريس، التّجديد والمبادرة، التّنوّع والتّعدّد الثّقافيّ فضلا عن متعة الطلاب بطبيعة الحال. هدفنا هو بناء مجتمع علميّ نشيط وفعّال من أعضاء الطاقم الأكاديميّ، التقنيّ والإداريّ والطلاب من كافة الألقاب.  نشدّد بصفة خاصة على مصطلح "مجتمع"، حيث تشترك كافة الشرائح والأطياف المجتمعيّة، وتساهم وتقترح مبادرات مختلفة. بابي مفتوح دوما للنقاش، أمام أعضاء هيئة الكليّة، ويسعدني أن ألتقي بكم، وأستمع إلى أفكاركم ومقترحاتكم. من المهم جدا معرفة ما الّذي يمكن تحسينه وتعديله. ولا يقلّ عن ذلك أهمّيّة معرفة الأمور التي تسير على النحو المنشود، ولا تحتاج إلى تغيير. ليس لدي شكّ أنّ التعاون وتشارك المسؤولية من الجميع بروح إيجابية يحكمها التفاؤل، من شأنه أن يدفع الكليّة إلى الأمام، في مجالات البحث والتدريس.

 

لا يوفّر التعليم، في كليّة الرياضيات والعلوم الطبيعيّة، معرفة في المجالات المعرفيّة المتعددة فحسب؛ بل يوفّر توجّه فكريّ نيّر ومنفتح ومرن للحياة بصفة عامة، وهو أمر لا يقلّ أهمّيّة، وذلك يتحقّق من خلال تفعيل: التّفكير المنطقيّ، العلميّ والكميّ الّذي بدوره يستند على الحقائق، المشاهدات، المعطيات وتحليلها بشكل عميق وغزيرٍ، وليس على أساس تخمينات وفرضيات تفتقر لأيّ أساس علميّ. تعدّ طريقة التفكير هذه مهمّة، خاصّة في عصر الحداثة؛ القرن الحادي والعشرين  إذ نشهد فيها فائضًا من المعلومات غير الدقيقة او في نسبة كبيرة منها على أقلّ تقدير.  تتيح الأدوات والآليات الّتي تحصلون عليها خلال التّعليم، المجال لنظرة ناقدة وموضوعيّة، في المجال العلميّ والحياة عمومَا.  وإذا تمّ لنا ذلك، نكون قد أنجزنا وأحرزنا التكليفات والواجبات الملقاة على كاهلنا كمؤسسة أكاديميّة.

 

مجموعة